الجمعة، 30 سبتمبر 2011

حب بلا حدود

يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
ومن ذهب الأحلامْ..
أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ..
-2-
يا سيِّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غاباتِ رخام..
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..
-3-
يا سيِّدتي:
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
سوف أحِبُّكِ..
عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..
وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..
وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..
و سوفَ أحبُّكِ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
وتحترقُ الغاباتْ..
-4-
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
ووردةُ كلِّ الحرياتْ.
يكفي أن أتهجى إسمَكِ..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
وفرعون الكلماتْ..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..
-5-
يا سيِّدتي
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً..
والمحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...
-6-
يا سيِّدتي:
ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ..
ولا الزيناتُ..
ولا أجراس العيد..
ولا شَجَرُ الميلادْ.
لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
لا يعنيني أي كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
-7-
يا سيِّدتي:
لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ
حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.
لا أتذكرُ إلا عطرُكِ
حين أنام على ورق الأعشابْ.
لا أتذكر إلا وجهُكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
-8-
ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
بين بساتينِ الأهدابْ...
-9-
ما يَبهرني يا سيِّدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
أعانقُهُ..
وأنام سعيداً كالأولادْ...
-10-
يا سيِّدتي:
ما أسعدني في منفاي
أقطِّرُ ماء الشعرِ..
وأشرب من خمر الرهبانْ
ما أقواني..
حين أكونُ صديقاً
للحريةِ.. والإنسانْ...
-11-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
وفي عصر التصويرِ..
وفي عصرِ الرُوَّادْ
كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
في فلورنسَا.
أو قرطبةٍ.
أو في الكوفَةِ
أو في حَلَبٍ.
أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...
-12-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ
حيث الحبُّ بلا أسوارْ
والكلمات بلا أسوارْ
والأحلامُ بلا أسوارْ
-13-
يا سيِّدتي:
لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي
سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
وأعنفَ مما كانْ..
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
وفي تاريخِ الشعْرِ..
وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ...
-14-
يا سيِّدةَ العالَمِ
لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ
أنتِ امرأتي الأولى.
أمي الأولى
رحمي الأولُ
شَغَفي الأولُ
شَبَقي الأوَّلُ
طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...
-15-
يا سيِّدتي:
يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى
هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
كي أستوطنَ فيها..
قولي أيَّ عبارة حُبٍّ
حتى تبتدئَ الأعيادْ

الخميس، 29 سبتمبر 2011

مذكراتي 18 معاني خالده بوجداني

بسم الله الرحمن الرحيم
احببت هنا ان اتكلم عن معاني ومشاعر خالدة تعيش مع الانسان وبعده !
فقد مر علي شريط ومقطع من حياتي تاملة فيه هذهي المعاني وماتعنيه داخل الوجدان تذكرت حينما كنت صغير وفي اول تجربة مبكرة من فهم المعاني الساميه كنت احب بالشارع الذي اقطن فيه ودائمن ماكنت امر بجوار جدار منزل من احب وكانت تتدلي من فناء المنزل شجرة تفاح كانت كبيره وثمرها صغير جدا لم اكن اعلم انها شجرة تفاح لانها كانت بحجم حبات المشمش ولونها اخضر اتذكر حينما تذوقتها لاول مره فقد  قدمها لي من احب وسخرت  منها  لان  الثمره  صغيره وهي تقول لي انها تفاح اخضر وحينما تذوقتها وجدة طعمها فريد ذو خاصيه لم اتذوقها من ناحية المذاق والنكهه اصبحت احب هذهي الشجرة واصبحة رمز في مشاعري تجاه من احب كانت كلما اثمرت تقطفلي منها وتذكرني حينما كبرت قليلا باول مره تذوقتها وعن حجمها كنا نضحك كانت كلما قطفة لي حبه قالت لي هذهي اكبر حبه موجوده واضحك ساخرا من اكبر حبه لانها كانت تبدو صغيره جداا بمقارنتها مع التفاح المتداول بالسوق
مرة الايام وتفارقنا وغادرة من احب منزلها ولكن لاتزال شجرة التفاح موجوده؟
وكلما مررت بقرب فناء المنزل جلسة اتامل هذهي الشجرة وما كانت تعني لي في سالف الايام
مرت الاعوام واخذت هذهي الشجره بالذبول حتى ماتت وكانها افتقدة رمزيتها وما كانت تمثله من معنى للحياة وانها نقطة وصل بين متحابين ولا زلت كلما مررت انظر للفناء الذي كانت تتدلى منه الشجره بحزن شدين وكانت هذهي اول مره اتوقف فيها عن رمزية الشيء ومدلولها بالوجدان وكان بفناء منزلنا شجرة تين قد زرعها والدي ومع مرور الايام توفى والدي وكانت امي تولي اهتمام خاص بهذهي الشجرة واجدها تعتني بها وكانها كائن حي احيان ماكنت ارا نظرات بعينها وكانها تتامل وتخاطب الشجرة في سكون ونظرات شاردة كنت اسالها لما كل هذا الاهتمام الزائد واراك في بعض الاحيان تجلسين بمفردك مقابل هذهي الشجرة وكانكي تخاطبين شخص يفهم ماتقولين ويرد عليك
قالت لي في ابتسامه صغيره تملأها معاني لم استطع في حينها ان افهم ماتعني انها!
تخاطب ذكرياتها وتعتني بها لانها من تمثل العمل الذي لاينقطع لابيك واوليها اهتمام خاص لكي تظل تثمر ويظل اجرها يذهب لابيك كما اربيكم ودائما ما اود ان تتذكرو كم تعبنا عليكم وتدعو لنا بالرحمة وان اخذتكم مشاغل الحياه عن هذا الذكر فانها لن تشغل هذهي الشجره التي كلما وجدة العنايه لاتبخل بثمرها وكانها تقوم بشكر والدعاء لابيك واريد كلما وصل اجر لابيك من هذهي الشجره ان يعلم اني لم انساه واني لازلت احبه لان الحب بعد الفراق اعظم من الحب في خلال تواجدك مع من تحب قلت وكيف هذا يكون ياامي!
قالت لي!
حينما تفقد من تحب فالانسان يظل يحس بالاخلاص وذالك عن طريق العمل والدعاء وان تكون تحب الشخص في فراقه بقدر ماتحبه في تواجده فهذا يعني انك صادق بحبك
تاملت هذهي الكلمات وقررت بعدها ان احضر لامي شجره اخرى تمثلها وتقوم بزراعتها هي كي اعتني انا بها وبعد مرور بضع سنين توفت والدتي وقد كبرت الشجره التي احضرتها لها كي تزرعها وخترتها شجرة زيتون لكي تكون معمره ولاني تذكرت الايه الكريمه بالقران ورتباط التين بالزيتون واصبحت اوليهما اهتمامي ورعايتي
وجدت ان شجرت الزيتون كبرة واصبحت تعانق شجرت التين
وتتداخل اغصانهما واوراقهما ببعض وكانهو عناق احبه دائما ماكان يستوقفني هذا المنظر واحس به بمعاني لااستطيع ان اترجمها بكلمات ولكن اجلس اتامل في ذهول وتعجب عن هذا المنظر وما قد يكون بين هتين الشجرتين من علاقه!
قررت في حينها ان اقوم بزراعة شجرة تمثلني في هذهي الاسرة من الشجر وكاني كنت اريد ان اتشارك معهم علاقه اخرى من بعد ومنظور اخر
وبالفعل قمت بزراعتها وهي بعامها الرابع واصبح كلن من شجرة التين وشجرة الزيتون تلامس اطراف شجرتي من يمينها ويسارها وتتدلى اغصانهما نحو اوراق شجرتي واغصانها الصغيره وكانهما يمسكان بيد هذهي الشجره وكانها بالفعل طفل صغير يمسكان بيده ويسطحبانه في رحله  اخرى من عالم اخر.
حياة جديدة من المعاني وبالوقت الذي رمى لي شخص بطوق النجاه الذي اكد لي ان المعاني الساميه لاتموت في وقت قد احسسة به ان كل المعاني بحياتي انتهت حينها قررت ان ازرع له شجرة لاني قد تفارقة معه واحببت ان اسمي شجرتي الجديده بشجرة النجاة ! وبلفعل قمت بزراعتها وهي بشهرها الثاني واصبح لي الان اسره من المعاني الخالده !!!