الأحد، 10 أبريل 2011

زمن الاقنعة

عندما تتمزق الأقنعة




الحياة ... أحيانا تتراءى لي كمسرح شاسع فسيح
تتعدد مسرحياته بين فصول ومشاهد تتضمن كل مليح وقبيح
فــبين فرح وقرح، وبسمة ونوح
بين خيانة ووفاء ، وبخل وسخاء
بين صدق ولؤم، وتفاؤل وتشاؤم
وبين كل ما يحويه قاموسها من كلمات وأضدادها
تجد النفس تائهة حائرة أمام شخصياته المقنعة !!!
فلنزل القناع عن بعض هذه الشخصيات ولنعش أحد مشاهدها المتكررة في حياتنا

**********
المشهد الأول : قناع الصداقة المزيف





شاب في مقتبل العمر حباه الله بنعمة المال، فالتف حوله الأصحاب والخلان،
في كل يوم هم على حال وحال، بين لهو وعصيان،
متناسين نعم الحنان المنان، فسبحانه كل يوم هو في شأن،
وكما يقال دوام الحال من المحال،
ها هي ذي الحياة تهب بريح تغير مسار السفينة
فيستنجد بمن كانوا له الصحبة الأمينة
عندها ... تتمزق الأقنعة !!!
ليسدل الستار على مشهد مأساوي يكشف فيه الشاب عن الوجوه الحقيقية،
وينكشف له ما كانت تكنه النفوس الدفينة، والقلوب القاسية الأنانية
ليدرك أن مفهوم الصداقة هذا الشعور النبيل الطاهر ليس بابتسامات على الوجه، وكلمات زائفة، وإنما صدق ومحبة حقيقية في الفرح والمحن


**********
المشهد الثاني : قناع الذئب البشري

كن طفلات جميلات، براعم ندية تملآ الحياة صدقا وبراءة
هاهي ذي أوراقهن تتفتح ليصبحن وردات يانعات يملآن الدنيا عطرا وعبقا
وها هي ذي قلوبهن تنبض بأحاسيس ومشاعر رومانسية
وأخيلتهم تسرح في عالم ينسجن فيه أحلاما وردية
أحلاما عن فارس يمتطي جواده وقلبه يرنو بكل طيبة وحنية
ليبدأ مشوار حلم كل فتاة بالظفر بحياة زوجية
وها هو ذا الحلم قد بدأ ينكشف في حياتها الواقعية،
فتلمح من بعيد نظرات تتوجسها، وهمسات تطرق آذانها،
وبين كلمات، وابتسامات، تبدأ اللقاءات والمواعدات
آملة في أن تجد لحلمها نهاية مُرضية
وما إن يطمئن الفارس من أنه قد تمكن من قلب وردتنا الندية بكلماته العسلية
فتصبح بين يديه طائعة وراضية بالخلوة به متناسية أحكامنا الشرعية

عندها تتمزق الأقنعة!!!





لتكشف عن ذئب بشري قد أخذ ما يأخذه الذئب من فريسته
متناسيا أنها قد تكون أمه، أخته، زوجته أو إحدى قريباته
وتذبل زهراتنا اليانعات وتملأن حياتهن الآهات والآهات والآهات
وحينها فقط يدركن سماحة الدين الحنيف من كرَّمهن وصانهن
وجعلهن دررا ولآلئ مصونة، وجواهر ثمينة،
ولكن بعد فوات الأوان فقد أصبحن الآن ضحية لأقنعة بشرية !!!


**********
هكذا هي الحياة مسرح نعيش فيه مشاهد ومشاهد عديدة تخفي وراءها أقنعة بشرية،
لكن مهما تمزقت تلك الأقنعة وسببته لك من ألم وجرح في الأعماق،
فاحمد الله الكريم الذي أنار لك الدرب وهداك إلى الصواب وأظهر لك الحق،
وصفق على تلك الأقنعة لأدائها المتقن، واشكرها على ما علمته لك من دروس من مسرح الحياة ،
فلاتنخدع بمظهر ومجرد كلام واعلم أن المشاعر الصادقة حين تنبع من القلب تظهر في الأقوال والأفعال والأعمال

هناك تعليقان (2):

لحن الخلود يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
وليد محمد يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.