الثلاثاء، 7 يونيو 2011

عالم وتلميذ وحكمة

سأل عالم تلميذه: منذ متى صحبتني؟


فقال التلميذ: منذ ثلاثة وثلاثين سنة...
فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟ !
قال التلميذ: ثماني مسائل...
قال العالم: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم الا ثماني مسائل؟ !
قال التلميذ: يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب.
فقال الأستاذ: هات ما عندك لأسمع ...
قال التلميذ:
الأولي :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلي القبر فارقه محبوبه
فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي .
الثانية:
أني نظرت إلي قول الله تعالى :

"
وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوى"
فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله .

الثالثة :
أني نظرت إلي هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع
ثم نظرت إلي قول الله تعالي: "ما عندكم ينفد وما عند الله باق"
فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده .
الرابعة:
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه،
ثم نظرت إلي قول الله تعالي: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما .
الخامسة:
أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا،
وأصل هذا كله الحسد،
ثم نظرت إلي قول الله عز وجل: "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا"
فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت ان القسمة من عند الله فتركت الحسد عني .
السادسة :
أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلي قول الله تعالى: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا "
فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده .
السابعة:
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق
حتي انه قد يدخل فيما لا يحل له،
ونظرت إلى قول الله عز وجل: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"
فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله عليّ وتركت ما لي عنده .
الثامنة :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله، هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على صحته وهذا على مركزه
ونظرت إلي قول الله تعالى "ومن يتوكل علي الله فهو حسبه"
فتركت التوكل علي الخلق واجتهدت في التوكل على الله .
فقال الأستاذ: بارك الله فيك

هناك تعليقان (2):

لحن الخلود يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
وليد محمد يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.